تفتحت أزهار الربيع وتفتحت معها عيون وقلوب العالم علىمشهد جديد من مشاهد الحياة. . . . . . . . . .
ذكرنا بعد سنين طويلة (عشناها بلا أمل بغد أفضل ونصر محقق) بمعنى النصر وقيمة الكرامة وثمن العزة والمقاومة..
هذه المعاني التي ظهرت للعالم بوضوح عند متابعته لما يحدث على ثرى الأرض المباركة وأكدت على أن الناس: \
- مفطورون على حب النصر والشهادة.
- أن التضحية من أجل هدف سامي هي غاية الصادقين والصالحين.
- أن الوطن والأمن والسلام ناتج حتمي للحب والجهد والتضحية.
- وأن عماد ذلك كله:
أولاً:
طفل تربى على القيم العليا والأهداف العظمى في الدنيا والآخره فأصبح شاباً يافعاً أحب وطنه وأرضه وأخلص لها وضحى من أجلها بكل غال ونفيس.
ثانياً:
مجتمع حقق لأفراده الانتماء والحب والدعم فأعطوه خلاصة أنفسهم وزهرة حياتهم.
هنا نقف ونجد أن هذه القناعات السابقة وضعتنا أمام مسؤولياتنا كمربين وأضاءت أمامنا الضوء الأحمر للفت انتباهنا لدورنا العظيم في تحقيق النصر والنماء لأوطاننا وأوطان المسلمين وأطلقت مجموعة من الأسئلة والإنذارات:
- ماذا فعلنا لنزرع في نفوس أطفالنا حب الوطن ومعنى الانتماء؟
- وكيف ستكون خارطة الوطن الإسلامي عندما يصبحون مسئولين عن هذا الوطن؟
- وكيف سنعلم أولادنا مفردات النصر والشهادة؟
- وهل نحن فقط المسؤولون عن ذلك كله؟
في الحقيقه إن المتفكر في ذلك يجد أن:
- للأهل دور عظيم وأساسي في زرع هذه القناعات ورعايتها.
– وللمدرسة دور رديف لذلك.
– وللمجتمع دور عملي واضح في تنشئة الناشئة على مجموع القناعات السامية التي تخدم تطوره ونمائه. وسوف نتحدث أولاً عن دور الأهل بالتركيز على الأساسيات التالية:
أولاً:
تحديد الهدف من هذه الحياة:
إن العائلة الناجحة في حياتها وتربية أطفالها هي عائلة تحددت أهدافها واتضحت معالم طريقها وخطط لجميع خطواتها منذ البداية فكان هدفها الأول هو(دخول الجنان والنجاة من النيران والفوز برضا الرحمان).
فانبثقت منه جميع أهدافها وصبغ بصبغته كل خططها وأحلامها وحدد لأصحابها الطرق والمسارات الصحيحة للنتائج الرائعة، وجعل الهدف من تربيتها لأطفالها هو تحقيق النجاح والفوز في مراحل حياتهم المختلفة.
وربط جميع أهدافهم الخاصة والشخصية بالهدف الأول والأعظم والتركيز على هدف رائع نبيل خطته في جميع خططهم ألا وهو عملهم على نصر الإسلام والمسلمين.
وتحرير المقدسات وتطهير الأرض المباركة أو دونه الشهادة في سبيل الله فجمعوا بين الحسنيين النصر والشهادة.
ثانياً:
طبيعة التفكير الإيجابي وفائدته:
إن هذه العائلة التي حددت هدفها من هذه الحياة وسعت لتحقيقه في جوانب حياتها مهما تقلبت المفاهيم والقيم التي يمارسها من حولها, هي عائلة ستتعرض لعقبات وتحديات كثيرة وموازنات دقيقة بين أولوياتها الشخصية والذاتية.
وبين أولويات الأمة والمجتمع ,وبين الثمن الغالي الذي ستدفعه لتحقيق هذا الهدف وحب الاستقرار والطمأنينة والسلام لجميع أفرادها.
وهذا كله يتطلب نفوساً بالخير شغوفة وللحق محقة وللصدق والإخلاص متفانية مهما تغيرت ظروف الدنيا بأسرها وهذا مثالي جداً ,لذا يجب أن يتحلوا بالنظرة الإيجابية للحياة وللموت وللتضحية والعطاء وأن ينظروا دائماً بتفاؤل وأمل لكل مايحدث لهم.
وألا يقفوا على الأطلال يبكون الماضي ويستعذبون الألم والمرارة ولكن يأخذون من ماضيهم مايدفعهم لغد أفضل لهم ولأمتهم مصممين على الوصول إلى أهدافهم محققين قول الشاعر:
إذا الشعب يوماًً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ثالثاً: ماذا سنورث لأطفالنا:
) إن تذر ورثتك أغنياء خيراً من أن تذرهم عالة يتكففون أيدي الناس) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم- .
هذا الأرث الذي سنورثه لأطفالنا ماهو؟ وكيف؟ ومتى سنورثهم؟
وهذا الأرث ما قيمته ومعناه لهم؟
سؤال يحير جميع الآباء والأمهات فهو سؤال أزلي يترجمه كل حسب معتقده وهدفه وقناعاته
فمن الناس من يورث أولاده المال والسلطة،
ومنهم من يورثهم الإسم والشهرة والتميز،
وقليل منهم من يورث أولادة القيم والمعاني الخالدة والعظيمة التي تغير وجه الدنيا وتحافظ على أخلاقياتها وضوابطها.
وتزرع في أطفالها معان من الحب والرحمة والتضحية يرحموا بها كل ما يدب على هذه الأرض وخاصة والديهم وأوطانهم وكل مقدس وغال في حياتهم.. . . فيضمنوا بذلك استمراراً حياً للصلاح والفلاح والنماء والخير لهذة البشرية.
رابعاً: الاحتفال بالانتصارات الإسلامية والأبطال العظام
عندما تتحدث الأسرة الناجحة وتؤكد وتزرع هذه القيم في نفوس أطفالها فهي تدرك أنها بحاجة إلى محطات ومواقف تحشد فيها العواطف والمشاعر التي تغذي غراسها في نفوس أطفالها وتدعم أهدافهم.
والأهم من ذلك تؤكد لأطفالها أن كل ذلك قابل للتحقيق والنجاح وأنه واقعي وحقيقي وليس مثاليات وأحلام في الهواء فالتضحية وحب الوطن والحرص على نمائه نتيجتها الفوز والتقدم والنماء له.
وأن الموت دون هذا الوطن أو احتلاله وتخريبه وتشويهه حافز وضرورة لبقا ء هذا الوطن حراً أبياً يتنفس أهله الحرية صباح مساء وأن الأبطال العظام هم مخلوقات حقيقة وليست كائنات آتية من الفضاء.
وكل هذه المحطات مسطرة بسطور من نور في صفحات تاريخنا الإسلامي فهل من قارئ وباحث منذ الهجرة مروراً بإنتصارات بدر وفتح السند والهند وقوفا شامخاً مجلاً لأبطال القسطنطينية وعزاً وفخراً في روابي الأندلس وإكباراً وإجلالاً لأطفال الحجارة وشهداء الأقصى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولازالت الصفحات تفتح والسطور تكتب والأقلام رطبة والنفوس جياشة حتى نلقى الله. . . . .
المصدر: موقع نسيج